وكان الإمبراطور جستنيان رئيس دولة تسمى. فلافيوس بيتر ساففاتيوس جستنيان

وصلت بيزنطة إلى أعظم ازدهار لها في الفترة الأولى من تاريخها في عهد الإمبراطور جستنيان الأول (527-565)الذي ولد في عائلة فلاح مقدوني فقير. في حياة جستنيان، لعب عمه جوستين دورًا كبيرًا، وهو فلاح ضعيف التعليم تحول من جندي بسيط إلى إمبراطور. بفضل عمه، جاء جستنيان إلى القسطنطينية وهو مراهق، وحصل على تعليم جيد، وأصبح إمبراطورًا في سن الخامسة والأربعين.

كان جستنيان قصير القامة، أبيض الوجه، حسن المظهر. جمعت شخصيته بين أكثر السمات تناقضًا: الصراحة واللطف اللذين يحدهما الغدر والخداع، والكرم - مع الجشع، والتصميم - مع الخوف. على سبيل المثال، كان جستنيان غير مبالٍ بالرفاهية، لكنه أنفق أموالاً كبيرة على إعادة بناء القسطنطينية وزخرفتها. أذهلت الهندسة المعمارية الغنية للعاصمة وروعة حفلات الاستقبال الإمبراطورية الحكام والسفراء البرابرة. ولكن عندما يكون في منتصف القرن السادس. وقع زلزال، وألغى جستنيان العشاء الاحتفالي في المحكمة، وتبرع بالمال المدخر لمساعدة الضحايا.

منذ بداية حكمه، كان جستنيان يعتز بحلم إحياء الإمبراطورية الرومانية. لقد كرس كل أنشطته لهذا الغرض. ولأدائه المذهل، لُقب جستنيان بـ "الإمبراطور الذي لا ينام أبدًا". وكانت زوجته مساعدته المؤمنة ثيودورا . ولدت في عائلة بسيطة وكانت في شبابها ممثلة سيرك. أذهل جمال الفتاة جستنيان، وتزوجها، على الرغم من العديد من المنتقدين. هذه المرأة التي لا تنضب أصبحت في الواقع شريكة زوجها في الحكم: فقد استقبلت سفراء أجانب وأجرت مراسلات دبلوماسية.

حاول جستنيان زيادة ثروة البلاد، وبالتالي ساهم بنشاط في تطوير الحرف والتجارة. في عهده، أنشأ البيزنطيون إنتاج الحرير الخاص بهم، والذي حقق بيعه أرباحًا كبيرة. كما سعى الإمبراطور إلى تعزيز نظام الحكم. يمكن لأي شخص، حتى من أصل متواضع، ولكن متخصص حقيقي، الحصول على منصب حكومي رفيع.

في عام 528، شكل جستنيان لجنة قانونية لمعالجة وتنظيم كل القانون الروماني. قام المحامون بتنظيم قوانين الأباطرة الرومان في القرن الثاني - أوائل القرن السادس. (من هادريان إلى جستنيان). هذه المجموعة كانت تسمى قانون جستنيان. لقد أصبح أساسًا لمجموعة متعددة المجلدات تعود إلى القرن الثاني عشر. وفي أوروبا الغربية كان يُعرف باسم "قانون الآداب المدنية".

القرن السادس من أعمال بروكوبيوس القيصري “الحرب مع الفرس”

تشاور الإمبراطور جستنيان والوفد المرافق له بشأن ما يجب فعله بشكل أفضل: البقاء هنا، أو الهروب على متن السفن. لقد تحدث الكثير لصالح الفكرتين الأولى والثانية. فقالت الإمبراطورة ثيودورا: "الآن، أعتقد، ليس الوقت المناسب لمناقشة ما إذا كان من المناسب للمرأة أن تظهر الثبات أمام الرجال وتتحدث علناً إلى المرتبكين بحماسة الشباب. يبدو لي أن الهروب هو عمل مهين. فالمولود لا يمكنه إلا أن يكون معتدلاً”، أما بالنسبة لمن حكم ذات يوم، فمن العار أن يكون هارباً. لا أريد أن أفقد هذا الرداء القرمزي وأعيش لأرى اليوم الذي لا يدعوني فيه رعاياي بعشيقتهم! إذا كنت تريد الهروب أيها الإمبراطور، فالأمر ليس صعبًا. لدينا أموال كثيرة والبحر قريب ويوجد سفن. ومع ذلك، انتبه لئلا تضطر أنت، أيها المخلص، إلى اختيار الموت على هذا الخلاص. أحب القول المأثور بأن السلطة الملكية هي كفن جميل. هكذا قالت الإمبراطورة ثيودورا. ألهمت كلماتها المجتمعين و... بدأوا مرة أخرى في الحديث عن مدى حاجتهم للدفاع عن أنفسهم...المواد من الموقع

كانت بداية عام 532 حاسمة بالنسبة لسلطة جستنيان، عندما اندلعت انتفاضة كبرى "نيكا!" في القسطنطينية. (اليونانية"يفوز!"). وكانت هذه على وجه التحديد صرخة المتمردين. أحرقوا قوائم الضرائب واستولوا على السجن وأطلقوا سراح السجناء. كان جستنيان يستعد بشدة للهروب من العاصمة. تمكنت ثيودورا من إقناع زوجها باتخاذ الإجراءات اللازمة، وتم قمع الانتفاضة.

بعد أن فقد الخطر الداخلي الهائل، بدأ جستنيان في تحقيق حلمه العزيز باستعادة الإمبراطورية في الغرب. تمكن من استعادة الممتلكات الرومانية السابقة من الفاندال والقوط الشرقيين والقوط الغربيين، وتضاعفت أراضي بيزنطة تقريبًا.

أدت الضرائب التي لا تطاق لشن الحروب إلى إفقار البيزنطيين بالكامل، لذلك تنفس الشعب الصعداء بعد وفاة جستنيان. كما عانى السكان أيضًا من وباء الطاعون الرهيب في عامي 541-542، والملقب شعبيًا بـ "جستنيان". لقد جرفت ما يقرب من نصف سكان بيزنطة. كانت قوة الدولة التي تحققت في عهد جستنيان هشة، وتبين أن استعادة حدود الإمبراطورية الرومانية كانت مصطنعة.

باجريانيتسيا - لباس خارجي طويل مصنوع من قماش قرمزي باهظ الثمن يرتديه الملوك.

لم تجد ما كنت تبحث عنه؟ استخدم البحث

يوجد في هذه الصفحة مواد حول المواضيع التالية:

  • جستنيان 1 سيرة ذاتية قصيرة
  • تقرير عن موضوع ملخص جستنيان
  • جدول عهد جستنيان
  • مقال عن موضوع عصر جستنيان الأول في تاريخ بيزنطة
  • تقرير عن موضوع جستنيان 1

جستنيان الأول أو جستنيان الكبير هي فترة في تاريخ بيزنطة عندما كانت الدولة في ذروة تطورها السياسي والاقتصادي. في القرن السادس. لم تكن قوة الأباطرة البيزنطيين وراثية. في الواقع، بدا الأمر كما لو أن الشخص الأكثر جرأة، وليس بالضرورة من أصل نبيل، يمكن أن ينتهي به الأمر على العرش.

في عام 518، توفي أناستاسيوس وأخذ مكانه جوستين، عم جستنيان. حكم حتى عام 527، وساعده جستنيان نفسه في ذلك. كان العم هو الذي أعطى الإمبراطور المستقبلي تربية مسيحية جيدة. وأتى به إلى القسطنطينية. في عام 527، توفي جوستين وصعد جستنيان إلى العرش - أصبح الإمبراطور البيزنطي.

عهد جستنيان

عندما وصل الإمبراطور الجديد إلى السلطة، كان الوضع في المناطق الحدودية لا يحسد عليه. لم يكن لدى جستنيان سوى الجزء الشرقي من الإمبراطورية الرومانية السابقة في يديه. لكن في الإمبراطورية الرومانية الغربية السابقة لم تعد هناك دولة واحدة. تشكلت هناك ممالك بربرية - القوط الشرقيون والفيستو والوندال وغيرهم.

لكن داخل البلاد كانت هناك فوضى حقيقية. وفر الفلاحون من أراضيهم، ولم تتاح لهم الفرصة لزراعتها، ولم يرغبوا في ذلك. لم يكن المسؤولون تحت سيطرة أي شخص على الإطلاق، فقد قاموا بعمليات ابتزاز كبيرة من السكان. كان اقتصاد الإمبراطورية في حالة تدهور - أزمة مالية. فقط شخص حازم ومستقل للغاية يمكنه التغلب على كل هذه الصعوبات. في الواقع، تبين أن جستنيان كان مثل هذا الشخص. كان من عائلة من الفلاحين الفقراء، ولم يفسده أي شيء، وفي الوقت نفسه كان شخصا تقيا للغاية. وقد استطاعت قراراته أن تغير مكانة بيزنطة وتعليها.

كان الإصلاح الأكثر تميزًا وأهمية في سياسات جستنيان هو إصلاح القانون. لقد أنشأ مدونة للقوانين. للقيام بذلك، التفت إلى المحامين الجيدين. لقد كانوا هم الذين أعدوا الوثيقة الجديدة "قانون جستنيان". وأعلن المساواة بين جميع المواطنين أمام القانون.

ثم حدثت انتفاضة "نيك" - حدثت بين مشجعي السيرك، ولم يتفقوا على سياسة حكومة الولاية. بدأت اشتباكات واسعة النطاق. كان جستنيان مستعدًا لترك العرش. ولكن بعد ذلك أظهرت زوجته ثيودورا الحكمة. ودعت زوجها إلى استعادة النظام والصرامة في قراراته. ارتكب جيش جستنيان مذبحة رهيبة في معسكر المتمردين، وهناك معلومات عن مقتل 35 ألف شخص.

بنى جستنيان عددًا من المعالم المعمارية الرائعة. هذه هي آيا صوفيا، التي بنيت في العاصمة القسطنطينية. وأيضا في رافينا كنيسة سان فيتالي. هذه هي أهم المعالم التاريخية. إنها تعكس تاريخ بيزنطة العظيمة. ويمكننا أن نرى ذلك الآن. شاهد جميع التقاليد الثقافية والدينية لهذه الدولة.

موقف جستنيان تجاه الكنيسة

كما ذكر أعلاه، كان جستنيان رجلا تقيا للغاية. المسيحي الحقيقي. بالنسبة له، كان الشيء الرئيسي هو إجراء التعليم الروحي لرعاياه. لقد وضع بالفعل قانونًا واحدًا. الآن كان يتوق إلى تأسيس عقيدة موحدة في البلاد. كان يحب اللاهوت كثيرا. لقد اعتبر نفسه رسوله، ويعتقد اعتقادا راسخا أن ما يقوله هو كلام الله. كان جستنيان يحرس شرائع الكنيسة. ولم يسمح لأحد بانتهاكها. ولكن من ناحية أخرى، كان يملي باستمرار قواعد وعقائد جديدة على الكنيسة. أصبحت الكنيسة جهاز سلطة الدولة للإمبراطور.

تحدثت العديد من القوانين عن أمر الكنيسة، وقدم السيادة الكثير من المال للكنيسة كمؤسسة خيرية. لقد شارك شخصيا في بناء المعابد. اضطهد الهراطقة، وفي عام 527 أغلق المدرسة في أثينا لأنه تلقى معلومات عن وجود معلمين وثنيين هناك. بالمناسبة، كان بإمكان جستنيان تعيين الأساقفة أو إقالتهم دون علم أحد، كما أنشأ أيضًا القوانين التي يحتاجها نيابة عن الكنيسة.

كان عهد جستنيان بمثابة ذروة رجال الدين. وكان لديهم العديد من الحقوق والمزايا. لقد راقبوا أنشطة المسؤولين. يمكنهم حل قضايا الرشوة بأنفسهم. مما أدى إلى الدخول في مؤامرة للحصول على مكافأة معينة.

زوجة جستنيان ثيودورا

ثيودورا، مثل جستنيان، لم تأت من عائلة نبيلة. وكانت شخصيتها صعبة. لقد فعلت كل شيء لإقناع جستنيان بالزواج منها. يدعي المعاصرون أن ثيودورا كان لها تأثير هائل على الإمبراطور. لقد أشارت في كثير من الأحيان لجستنيان إلى كيفية إدارة السياسة والقرارات التي يجب اتخاذها. والغريب أنه أطاعها. أراد الإمبراطور دائمًا ضم الأراضي الغربية. اعتقدت الإمبراطورة أنه من الضروري استعادة النظام في شرق الإمبراطورية. كان هناك صراع ديني مستمر هناك. وألحقت هذه المواجهات ضرراً كبيراً باستقرار الدولة. أشارت ثيودورا مرارًا لجستنيان إلى ضرورة اتباع سياسة التسامح الديني في الأراضي الشرقية. لقد استمع لها. وكانت هذه سياسة حكيمة للغاية. أعطت نتيجة إيجابية. لكن جستنيان كان ممزقا باستمرار في هذا الاتجاه. لقد أراد إرضاء ثيودورا، لكنه في الوقت نفسه سعى إلى الالتزام بسياسة ضم الغرب. كان أهل البلاد مهتمين أكثر بالمتعة. ذهبوا إلى السيرك، وشكلوا حفلات هناك وبدأوا أعمال الشغب. اختفت الروحانية بين سكان الإمبراطورية البيزنطية في مكان ما.

ظل الإمبراطور فلافيوس بيتر سافاتيوس جستنيان واحدًا من أكبر وأشهر الشخصيات الغامضة في التاريخ البيزنطي بأكمله. غالبًا ما تكون الأوصاف، وحتى تقييمات شخصيته وحياته وأفعاله، متناقضة للغاية ويمكن أن تكون بمثابة غذاء للتخيلات الجامحة. ولكن مهما كان الأمر، من حيث حجم الإنجازات، لم تكن بيزنطة تعرف إمبراطورًا آخر مثله، وكان لقب جستنيان العظيم مستحقًا تمامًا.


ولد عام 482 أو 483 في إليريكوم (يسمي بروكوبيوس مكان ولادته باسم توريسيوم بالقرب من بيدريان) وينحدر من عائلة فلاحية. بالفعل في أواخر العصور الوسطى، نشأت أسطورة مفادها أن جستنيان كان له أصل سلافي ويحمل اسم Upravda. عندما صعد عمه جاستن إلى الصدارة في عهد أناستازيا ديكور، قرّب ابن أخيه منه وتمكن من منحه تعليمًا شاملاً. بدأ جستنيان، القادر بطبيعته، شيئًا فشيئًا في اكتساب تأثير معين في المحكمة. في عام 521 حصل على لقب القنصل، وقدم مناظر رائعة للشعب بهذه المناسبة.

في السنوات الأخيرة من حكم يوستينوس الأول، «حكم جستنيان، الذي لم يكن قد توج بالعرش بعد، الدولة في حياة عمه... الذي كان لا يزال يحكم، لكنه كان طاعنًا في السن وغير قادر على إدارة شؤون الدولة» (أمثال .كيس،). 1 أبريل (وفقًا لمصادر أخرى - 4 أبريل) 527 تم إعلان جستنيان أغسطس، وبعد وفاة جوستين بقيت الحاكم الاستبدادي للإمبراطورية البيزنطية.

كان قصيرًا، أبيض الوجه، ووسيمًا، على الرغم من ميله إلى زيادة الوزن، وكان يعاني من بقع صلعاء مبكرة على جبهته وشعر رمادي. الصور التي وصلت إلينا على العملات المعدنية والفسيفساء لكنائس رافينا (القديس فيتالي وسانت أبوليناريس؛ بالإضافة إلى ذلك، في البندقية، في كاتدرائية القديس مرقس، يوجد تمثال من الرخام السماقي له) تتوافق تمامًا إلى هذا الوصف. أما بالنسبة لشخصية جستنيان وأفعاله، فإن المؤرخين والمؤرخين لديهم أوصاف معاكسة لها، من المدح إلى الشر الصريح.

وفقًا لشهادات مختلفة، كان الإمبراطور، أو كما بدأوا يكتبون في كثير من الأحيان منذ زمن جستنيان، المستبد (المستبد) "مزيجًا غير عادي من الغباء والدناءة... [كان] شخصًا ماكرًا وغير حاسم.. ... مملوء بالسخرية والتظاهر، مخادع، كتوم، ذو وجهين، يعرف كيف لا يظهر غضبه، يتقن تماما فن ذرف الدموع ليس فقط تحت تأثير الفرح أو الحزن، ولكن في اللحظات المناسبة حسب الضرورة. كان دائما "كذبوا، ليس فقط عن طريق الصدفة، ولكن عن طريق تدوين الملاحظات والقسم الأكثر جدية عند إبرام العقود، وهذا حتى فيما يتعلق برعاياهم" (أمثال كيس، ). ومع ذلك، كتب بروكوبيوس نفسه أن جستنيان كان "موهوبًا بعقل سريع ومبدع، لا يكل في تنفيذ نواياه". في تلخيص نتيجة معينة لإنجازاته، يتحدث بروكوبيوس في عمله "في مباني جستنيان" ببساطة بحماس: "في عصرنا، ظهر الإمبراطور جستنيان، الذي، بعد أن تولى السلطة على الدولة، اهتزت [بسبب الاضطرابات] وتقلصت". إلى الضعف المخزي، وزاد حجمها وقادها إلى حالة التألق، بعد أن طرد منها البرابرة الذين اغتصبوها. واستطاع الإمبراطور، بمهارة بالغة، أن يوفر لنفسه ولايات جديدة بالكامل. وفي الواقع، أخضع عددًا من الدول. من المناطق التي كانت بالفعل غريبة عن القوة الرومانية عن قوته وقام ببناء مدن لا حصر لها لم تكن موجودة من قبل.

وبعد أن وجد الإيمان بالله غير مستقر ومجبرًا على اتباع طريق الأديان المختلفة، وبعد أن محا من على وجه الأرض كل الطرق التي أدت إلى هذه التقلبات، أكد أنه قائم الآن على أساس متين من الاعتراف الحقيقي. بالإضافة إلى ذلك، إدراكًا منه أن القوانين لا ينبغي أن تكون غير واضحة بسبب تعددها غير الضروري، وتتناقض بشكل واضح مع بعضها البعض، وتدمر بعضها البعض، الإمبراطور، ويطهرها من كتلة الثرثرة غير الضرورية والضارة، ويتغلب بحزم كبير على تباعدها المتبادل، ويحافظ على القوانين الصحيحة. لقد غفر هو نفسه، بمحض إرادته، ذنب أولئك الذين كانوا يتآمرون عليه، وملء المحتاجين إلى وسائل العيش إلى درجة الإشباع بالثروة، وبالتالي التغلب على المصير المؤسف الذي كان مهينًا لهم، وتأكد من أن سادت فرحة الحياة في الإمبراطورية.

"عادةً ما كان الإمبراطور جستنيان يغفر أخطاء رؤسائه المخطئين" (أمثال كيس.)، ولكن: "أذنه... كانت دائمًا مفتوحة للافتراء" (زونارا،). لقد كان يفضل المخبرين، ومن خلال مكائدهم، يمكن أن يلقي أقرب رجال الحاشية في العار. في الوقت نفسه، يفهم الإمبراطور، مثل أي شخص آخر، الناس ويعرف كيفية الحصول على مساعدين ممتازين.

جمعت شخصية جستنيان بشكل مثير للدهشة بين أكثر خصائص الطبيعة البشرية غير المتوافقة: فهو حاكم حاسم، وكان يتصرف أحيانًا كجبان صريح؛ كان الجشع والبخل التافه متاحًا له والكرم اللامحدود ؛ كان منتقمًا ولا يرحم، ويمكن أن يبدو شجاعًا وكريمًا، خاصة إذا زاد ذلك من شهرته؛ نظرًا لامتلاكه طاقة لا تعرف الكلل لتنفيذ خططه الفخمة، كان مع ذلك قادرًا على اليأس و"الاستسلام" فجأة، أو على العكس من ذلك، متابعة المهام غير الضرورية بوضوح حتى النهاية.

كان جستنيان يتمتع بالكفاءة والذكاء الهائل وكان منظمًا موهوبًا. مع كل هذا، غالبا ما يقع تحت تأثير الآخرين، في المقام الأول زوجته، الإمبراطورة ثيودورا، وهو شخص رائع بنفس القدر.

تميز الإمبراطور بصحة جيدة (حوالي 543 كان قادرًا على تحمل مرض رهيب مثل الطاعون!) وتحمل ممتاز. كان ينام قليلاً، ويقوم بجميع أنواع الشؤون الحكومية في الليل، ولهذا السبب حصل على لقب "السيادة التي لا تنام" من معاصريه. غالبًا ما كان يتناول الأطعمة البسيطة، ولم ينغمس أبدًا في الشراهة المفرطة أو السكر. كان جستنيان أيضًا غير مبالٍ جدًا بالرفاهية، ولكن، نظرًا لإدراكه التام لأهمية الأشياء الخارجية لمكانة الدولة، لم يدخر أي أموال في سبيل ذلك: إن زخرفة قصور العاصمة ومبانيها وروعة حفلات الاستقبال لم تذهل البربريين فقط. السفراء والملوك، ولكن أيضًا الرومان المعاصرون. علاوة على ذلك، عرف باسيليوس هنا متى يتوقف: عندما دمر زلزال العديد من المدن في عام 557، ألغى على الفور وجبات العشاء الرائعة في القصر والهدايا التي قدمها الإمبراطور لنبلاء العاصمة، وأرسل الأموال الكبيرة التي تم توفيرها إلى الضحايا.

اشتهر جستنيان بطموحه ومثابرته التي يحسد عليها في تمجيد نفسه ولقب إمبراطور الرومان. من خلال إعلان المستبد "رسولًا" ، أي. "مساويًا للرسل"، وضعه فوق الشعب والدولة وحتى الكنيسة، مما يضفي الشرعية على عدم إمكانية وصول الملك إلى المحاكم البشرية أو الكنسية. بالطبع، لم يستطع الإمبراطور المسيحي تأليه نفسه، لذلك تبين أن "الرسول" هو فئة مريحة للغاية، وهو أعلى مستوى يمكن الوصول إليه للإنسان. وإذا قبل جستنيان، كان رجال الحاشية ذات الكرامة الأرستقراطية، وفقًا للعادات الرومانية، يقبلون الإمبراطور على صدره عند تحيته، وسقط آخرون على ركبة واحدة، فمن الآن فصاعدًا، يجب على الجميع، دون استثناء، أن يسجدوا أمامه، جالسين تحته. قبة ذهبية على عرش غني بالزخارف. أخيرًا، تبنى أحفاد الرومان الفخورين طقوس العبيد في الشرق الهمجي...

مع بداية عهد جستنيان، كان للإمبراطورية جيرانها: في الغرب - ممالك الوندال والقوط الشرقيين المستقلة فعليًا، في الشرق - إيران الساسانية، في الشمال - البلغار، السلاف، الأفار، أنتيس، وفي الشمال - البلغار، السلاف، الآفار، أنتيس. الجنوب - قبائل عربية بدوية. خلال ثمانية وثلاثين عامًا من حكمه، قاتل جستنيان معهم جميعًا، ودون المشاركة الشخصية في أي من المعارك أو الحملات، أكمل هذه الحروب بنجاح كبير.

528 (عام القنصلية الثانية لجستنيان، بمناسبة 1 يناير، تم تقديم نظارات قنصلية غير مسبوقة في الروعة) بدأت دون جدوى. خسر البيزنطيون، الذين كانوا في حالة حرب مع بلاد فارس لعدة سنوات، معركة كبيرة في ميندونا، وعلى الرغم من أن القائد الإمبراطوري بيتر تمكن من تحسين الوضع، إلا أن السفارة التي تطالب بالسلام انتهت بلا شيء. وفي مارس من نفس العام، غزت قوات عربية كبيرة سوريا، لكن تم إرجاعها بسرعة. وفوق كل هذه المصائب، في 29 تشرين الثاني (نوفمبر)، ضرب زلزال مرة أخرى مدينة أنطاكية على نهر العاصي.

بحلول عام 530، تمكن البيزنطيون من صد القوات الإيرانية، وحققوا انتصارًا كبيرًا عليهم في درعا. بعد مرور عام، تم إرجاع الجيش الفارسي البالغ عدده خمسة عشر ألفًا، والذي عبر الحدود، وعلى عرش قطسيفون، تم استبدال المتوفى شاه كافاد بابنه خسروف (خسرو) الأول أنوشيرفان - ليس فقط حربيًا، ولكن أيضًا حاكم حكيم. في عام 532، تم إبرام هدنة غير محددة مع الفرس (ما يسمى بـ "السلام الأبدي")، واتخذ جستنيان الخطوة الأولى نحو استعادة قوة واحدة من القوقاز إلى مضيق جبل طارق: مستخدمًا الحقيقة كذريعة. أنه استولى على السلطة في قرطاج عام 531 ، بعد أن أطاح وقتل هيلديريك ، صديق الرومان ، المغتصب جيليمر ، بدأ الإمبراطور في الاستعداد للحرب مع مملكة المخربين. قال جستنيان: "نتوسل إلى مريم العذراء القديسة والمجيدة من أجل شيء واحد، وهو أن الرب من خلال شفاعتها سيستحقني، آخر عبد له، أن أجمع كل ما انفصل عنها مع الإمبراطورية الرومانية وأن أكمل [هذا -" المؤلف] أعلى واجبنا". وعلى الرغم من أن أغلبية مجلس الشيوخ، برئاسة أحد أقرب مستشاري فاسيليوس - الحاكم البريتوري جون الكبادوكي، مستذكرًا الحملة الفاشلة في عهد ليو الأول، تحدث بشدة ضد هذه الفكرة، في 22 يونيو 533، في ستمائة تم استدعاء السفن، خمسة عشر ألف جيش تحت قيادة بيليساريوس، من الحدود الشرقية (انظر) إلى البحر الأبيض المتوسط. في سبتمبر، هبط البيزنطيون على الساحل الأفريقي، في خريف وشتاء 533 - 534. تحت قيادة Decium و Tricamar، هُزم جيليمر، وفي مارس 534 استسلم لبيليساريوس. كانت الخسائر بين القوات والمدنيين من المخربين هائلة. يقول بروكوبيوس: "لا أعرف عدد الأشخاص الذين ماتوا في أفريقيا، لكنني أعتقد أن أعدادًا لا تعد ولا تحصى من الناس ماتوا". "القيادة عبر ليبيا [S.D.]، كان من الصعب والمدهش مقابلة شخص واحد على الأقل هناك." عند عودته، احتفل بيليساريوس بالانتصار، وبدأ جستنيان يُطلق عليه رسميًا اسم الأفريقي والمخرب.

في إيطاليا، مع وفاة حفيد ثيودوريك الكبير، أتالاريك (534)، انتهت وصاية والدته، ابنة الملك أمالاسونتا. أطاح ابن شقيق ثيودوريك، ثيوداتوس، بالملكة وسجنها. استفز البيزنطيون بكل طريقة ممكنة ملك القوط الشرقيين الجديد وحققوا هدفهم - مات أمالاسونتا ، الذي تمتع بالرعاية الرسمية للقسطنطينية ، وأصبح سلوك ثيودات المتعجرف سببًا لإعلان الحرب على القوط الشرقيين.

في صيف عام 535، قام جيشان صغيران ولكن مدربان ومجهزان بشكل رائع بغزو دولة القوط الشرقيين: استولى موند على دالماتيا، واستولى بيليساريوس على صقلية. الفرنجة، الذين رشوا بالذهب البيزنطي، هددوا من غرب إيطاليا. بدأ ثيودات الخائف مفاوضات من أجل السلام، ووافق على التنازل عن العرش، دون الاعتماد على النجاح، ولكن في نهاية العام توفي موند في مناوشة، وأبحر بيليساريوس على عجل إلى أفريقيا لقمع تمرد الجنود. تشجع ثيودات واحتجز السفير الإمبراطوري بطرس. ومع ذلك، في شتاء عام 536، قام البيزنطيون بتحسين موقعهم في دالماتيا، وفي الوقت نفسه عاد بيليساريوس إلى صقلية، ومعه سبعة آلاف ونصف فيدرالي وفرقة شخصية قوامها أربعة آلاف جندي هناك.

في الخريف، ذهب الرومان إلى الهجوم، وفي منتصف نوفمبر، أخذوا نابولي عن طريق العاصفة. تسبب تردد ثيودات وجبنه في الانقلاب - قُتل الملك وانتخب القوط الجندي السابق فيتيجيس مكانه. في هذه الأثناء، اقترب جيش بيليساريوس، الذي لم يواجه أي مقاومة، من روما، التي ابتهج سكانها، وخاصة الطبقة الأرستقراطية القديمة، علانية بتحريرهم من حكم البرابرة. في ليلة 9-10 ديسمبر 536، غادرت الحامية القوطية روما عبر بوابة واحدة، ودخل البيزنطيون من البوابة الأخرى. محاولات فيتيجيس لاستعادة المدينة، على الرغم من تفوقها في القوات بأكثر من عشرة أضعاف، لم تنجح. بعد التغلب على مقاومة جيش القوط الشرقيين، حاصر بيليساريوس رافينا في نهاية عام 539، وفي الربيع التالي سقطت عاصمة قوة القوط الشرقيين. عرض القوط على بيليساريوس أن يكون ملكهم، لكن القائد رفض. استدعاه جستنيان المشبوه، على الرغم من الرفض، على عجل إلى القسطنطينية، وحتى دون السماح له بالاحتفال بالنصر، أرسله لمحاربة الفرس. قبل الباسيليوس نفسه لقب القوطي. أصبح الحاكم الموهوب والمحارب الشجاع توتيلا ملك القوط الشرقيين في عام 541. تمكن من جمع الفرق المكسورة وتنظيم مقاومة ماهرة لمفارز جستنيان الصغيرة وسيئة التجهيز. وعلى مدى السنوات الخمس التالية، خسر البيزنطيون تقريبًا كل فتوحاتهم في إيطاليا. نجح توتيلا في استخدام تكتيك خاص - فقد دمر جميع القلاع التي تم الاستيلاء عليها حتى لا يتمكنوا من تقديم الدعم للعدو في المستقبل، وبالتالي أجبر الرومان على القتال خارج التحصينات، وهو ما لم يتمكنوا من القيام به بسبب أعدادهم الصغيرة. وصل بيليساريوس المشين مرة أخرى إلى جبال الأبينيني في عام 545، ولكن بدون المال والقوات، كان موته شبه مؤكد. لم تتمكن فلول جيوشه من اختراق روما المحاصرة لمساعدة روما، وفي 17 ديسمبر 546، احتل توتيلا المدينة الخالدة ونهبها. سرعان ما غادر القوط أنفسهم هناك (ومع ذلك، غير قادرين على تدمير جدرانها القوية)، وسقطت روما مرة أخرى تحت حكم جستنيان، ولكن ليس لفترة طويلة.

بدأ الجيش البيزنطي غير الدموي، الذي لم يتلق أي تعزيزات ولا أموال ولا طعام وأعلاف، في دعم وجوده من خلال نهب السكان المدنيين. أدى هذا، بالإضافة إلى استعادة القوانين الرومانية التي كانت قاسية تجاه عامة الناس في إيطاليا، إلى هروب جماعي للعبيد والمستعمرين، الذين قاموا باستمرار بتجديد جيش توتيلا. بحلول عام 550، استولى مرة أخرى على روما وصقلية، وبقيت أربع مدن فقط تحت سيطرة القسطنطينية - رافينا وأنكونا وكروتون وأوترانتي. عين جستنيان ابن عمه جرمانوس ليحل محل بيليساريوس، وزوده بقوات كبيرة، لكن هذا القائد الحاسم الذي لا يقل شهرة توفي بشكل غير متوقع في ثيسالونيكي، قبل أن يتمكن من تولي منصبه. ثم أرسل جستنيان جيشًا بحجم غير مسبوق (أكثر من ثلاثين ألف فرد) إلى إيطاليا، بقيادة الخصي الإمبراطوري الأرمني نارسيس، "رجل يتمتع بذكاء شديد وأكثر نشاطًا من المعتاد بالنسبة للخصيان" (أمثال كيس.).

في عام 552، هبط نارسيس في شبه الجزيرة، وفي يونيو من هذا العام، في معركة طاجين، هُزم جيش توتيلا، وسقط هو نفسه على يد أحد رجال حاشيته، وأرسل نارسيس ملابس الملك الدموية إلى العاصمة. تراجعت بقايا القوط، مع خليفة توتيلا، ثيا، إلى فيزوف، حيث تم تدميرهم أخيرًا في المعركة الثانية. في عام 554، هزم نارسيس حشدًا من سبعين ألفًا من الغزاة الفرنجة والألمان. في الأساس، انتهى القتال في إيطاليا، وتم غزو القوط، الذين ذهبوا إلى رايتيا ونوريكوم، بعد عشر سنوات. في عام 554، أصدر جستنيان "العقوبة العملية"، التي ألغت جميع ابتكارات توتيلا - أعيدت الأرض إلى أصحابها السابقين، وكذلك العبيد والمستعمرين الذين أطلقهم الملك.

في نفس الوقت تقريبًا، غزا الأرستقراطي ليبيريوس جنوب شرق إسبانيا بمدن قرطبة وكارتاغو نوفا ومالقة من المخربين.

تحقق حلم جستنيان في إعادة توحيد الإمبراطورية الرومانية. لكن إيطاليا دمرت، وجاب اللصوص طرقات المناطق التي مزقتها الحرب، وخمس مرات (في 536، 546، 547، 550، 552) أصبحت روما، التي كانت تنتقل من يد إلى يد، خالية من السكان، وأصبحت رافينا مقر إقامة الإمبراطور. حاكم إيطاليا.

وفي الشرق، كانت حرب صعبة مع خسرو تدور بنجاح متفاوت (من 540)، ثم تنتهي بهدنة (545، 551، 555)، ثم تشتعل من جديد. انتهت الحروب الفارسية أخيرًا فقط في 561-562. السلام لمدة خمسين عاما. وبموجب شروط هذا السلام، تعهد جستنيان بدفع 400 ليرة من الذهب للفرس سنويًا، وغادر لازيكا أيضًا. احتفظ الرومان بجنوب شبه جزيرة القرم التي تم فتحها وشواطئ البحر الأسود عبر القوقاز، ولكن خلال هذه الحرب أصبحت مناطق القوقاز الأخرى - أبخازيا وسفانيتي وميزيمانيا - تحت حماية إيران. وبعد أكثر من ثلاثين عامًا من الصراع، وجدت كلتا الدولتين نفسيهما ضعيفتين، ولم تحصلا على أي مزايا تقريبًا.

ظل السلاف والهون عاملاً مثيرًا للقلق. "منذ أن تولى جستنيان السلطة على الدولة الرومانية، قام الهون والسلاف والنمل، بغارات سنوية تقريبًا، وقاموا بأشياء لا تطاق بالسكان" (المثل كيس.). في عام 530، نجح موند في صد هجوم البلغار في تراقيا، ولكن بعد ثلاث سنوات ظهر جيش السلاف في نفس المكان. سقط ماجستر ميليتوم هيلوود في المعركة، ودمر الغزاة عددًا من الأراضي البيزنطية. حوالي عام 540، نظم البدو الرحل حملة في سكيثيا وميسيا. ومات ابن أخ الإمبراطور يسطس الذي أرسل ضدهم. فقط على حساب الجهود الهائلة تمكن الرومان من هزيمة البرابرة وإعادتهم عبر نهر الدانوب. وبعد ثلاث سنوات، وصل نفس الهون، الذين هاجموا اليونان، إلى ضواحي العاصمة، مما تسبب في ذعر غير مسبوق بين سكانها. في نهاية الأربعينيات. دمر السلاف أراضي الإمبراطورية من الروافد العليا لنهر الدانوب إلى ديراشيوم.

في عام 550، قام ثلاثة آلاف من السلاف، عبر نهر الدانوب، بغزو إليريكوم مرة أخرى. فشل القائد العسكري الإمبراطوري أسود في تنظيم مقاومة مناسبة للأجانب، وتم القبض عليه وإعدامه بأكثر الطرق قسوة: فقد تم حرقه حيًا، بعد أن تم تقطيعه مسبقًا إلى أحزمة من جلد ظهره. الفرق الصغيرة من الرومان، التي لم تجرؤ على القتال، شاهدت فقط كيف بدأ السلاف، بعد أن انقسموا إلى مفرزتين، عمليات السطو والقتل. كانت قسوة المهاجمين مثيرة للإعجاب: كلا المفرزتين "قتلتا الجميع دون تمييز، حتى أن أرض إليريا وتراقيا بأكملها كانت مغطاة بالجثث غير المدفونة. لقد قتلوا أولئك الذين جاءوا في طريقهم ليس بالسيوف أو الرماح أو بأي طريقة عادية، ولكن من خلال غرس الأوتاد بقوة في الأرض وجعلها حادة قدر الإمكان، قاموا بتخزين هؤلاء التعساء عليهم بقوة كبيرة، مما جعل نقطة هذا الوتد تدخل بين الأرداف، ثم، تحت ضغط الجسم، تخترق داخل الشخص. هذه هي الطريقة التي اعتبروها أنه من الضروري معاملتنا! في بعض الأحيان، قام هؤلاء البرابرة، بعد أن غرسوا أربعة أوتاد سميكة في الأرض، بربط أيدي وأقدام السجناء بهم، ثم ضربوهم باستمرار على رؤوسهم العصي فيقتلونهم مثل الكلاب أو الثعابين أو أي حيوانات برية أخرى. أما الباقون مع الثيران والماشية الصغيرة التي لم يتمكنوا من اقتيادها إلى حدود والدهم، فقد حبسوهم في المبنى وأحرقوهم دون أي ندم "( بر.كيس،). في صيف 551، ذهب السلاف إلى حملة إلى تسالونيكي. فقط عندما تلقى جيش ضخم، كان من المقرر إرساله إلى إيطاليا تحت قيادة هيرمان، الذي اكتسب مجدًا هائلاً، الأمر بتولي شؤون التراقيين، عاد السلاف، الذين كانوا خائفين من هذه الأخبار، إلى منازلهم.

في نهاية عام 559، تدفقت كتلة ضخمة من البلغار والسلاف مرة أخرى إلى الإمبراطورية. وصل الغزاة، الذين نهبوا الجميع وكل شيء، إلى تيرموبيلاي وخيرسونيز من تراقيا، وتوجه معظمهم إلى القسطنطينية. نقل البيزنطيون من الفم إلى الفم قصصًا عن الفظائع الوحشية التي ارتكبها العدو. كتب المؤرخ أغاثيوس من ميرينيا أن الأعداء أجبروا النساء الحوامل، مستهزئين بمعاناتهن، على الولادة مباشرة على الطرق، ولم يُسمح لهن بلمس الأطفال، تاركين الأطفال حديثي الولادة لتلتهمهم الطيور والكلاب. في المدينة، تحت حماية أسوارها، فر جميع سكان المنطقة المحيطة لحماية الأسوار، وأخذوا الأشياء الأكثر قيمة (لا يمكن أن يكون الجدار الطويل التالف بمثابة حاجز موثوق أمام اللصوص)، كان هناك عمليا لا قوات. حشد الإمبراطور كل شخص قادر على حمل الأسلحة للدفاع عن العاصمة، وأرسل ميليشيا المدينة المكونة من فرق السيرك (ديموتس) وحراس القصر وحتى الأعضاء المسلحين في مجلس الشيوخ إلى الأسوار. عيّن جستنيان بيليساريوس لقيادة الدفاع. تبين أن الحاجة إلى الأموال كانت كبيرة لدرجة أنه من أجل تنظيم مفارز من سلاح الفرسان كان من الضروري سرج خيول السباق في ميدان سباق الخيل بالعاصمة. بصعوبة غير مسبوقة، تهدد قوة الأسطول البيزنطي (الذي يمكن أن يسد نهر الدانوب ويغلق البرابرة في تراقيا)، تم صد الغزو، لكن مفارز صغيرة من السلاف استمرت في عبور الحدود دون عوائق تقريبًا واستقرت على الأراضي الأوروبية في الإمبراطورية، وتشكيل مستعمرات قوية.

تطلبت حروب جستنيان جمع أموال هائلة. بحلول القرن السادس يتكون الجيش بأكمله تقريبًا من تشكيلات بربرية مرتزقة (القوط والهون والغبيد وحتى السلاف وما إلى ذلك). ولم يكن بوسع المواطنين من جميع الطبقات إلا أن يتحملوا على أكتافهم العبء الثقيل للضرائب، التي كانت تتزايد من سنة إلى أخرى. تحدث المستبد نفسه بصراحة عن هذا في إحدى قصصه القصيرة: "الواجب الأول للرعايا وأفضل طريقة لهم لشكر الإمبراطور هو دفع الضرائب العامة بالكامل مع نكران الذات غير المشروط". تم البحث عن مجموعة متنوعة من الطرق لتجديد الخزانة. تم استخدام كل شيء، بما في ذلك مراكز التداول وإتلاف العملات المعدنية عن طريق قطعها عند الحواف. لقد دمر "الإيبيبولا" الفلاحين - التخصيص القسري للأراضي الفارغة المجاورة لأراضيهم مع اشتراط استخدامها ودفع ضريبة على الأراضي الجديدة. لم يترك جستنيان المواطنين الأثرياء وحدهم، بل سرقهم بكل الطرق الممكنة. "عندما يتعلق الأمر بالمال، كان جستنيان رجلاً لا يشبع وصيادًا لأشياء الآخرين لدرجة أنه تنازل عن المملكة بأكملها تحت سيطرته، جزئيًا للحكام، وجزئيًا لجباة الضرائب، وجزئيًا لأولئك الأشخاص الذين، دون أي سبب، "حب التآمر مع الآخرين. تم الاستيلاء على جميع ممتلكات عدد لا يحصى من الأثرياء، تحت ذرائع تافهة. ومع ذلك، لم يدخر جستنيان المال ..." (إيفاجريوس، ). "عدم الادخار" - يعني أنه لم يسعى إلى الإثراء الشخصي، لكنه استخدمها لصالح الدولة - كما فهم هذا "الخير".

تتلخص الأنشطة الاقتصادية للإمبراطور بشكل أساسي في السيطرة الكاملة والصارمة من قبل الدولة على أنشطة أي مصنع أو تاجر. كما جلب احتكار الدولة لإنتاج عدد من السلع فوائد كبيرة. في عهد جستنيان، حصلت الإمبراطورية على الحرير الخاص بها: فقد أخذ اثنان من الرهبان التبشيريين النسطوريين، اللذين خاطرا بحياتهما، حبوب دودة القز من الصين في عصيهما المجوفة. بدأ إنتاج الحرير، الذي أصبح حكرا على الخزانة، في منحها دخلا هائلا.

كما تم إنفاق مبلغ كبير من المال على أعمال البناء واسعة النطاق. غطى جستنيان الأول الأجزاء الأوروبية والآسيوية والأفريقية من الإمبراطورية بشبكة من المدن والنقاط المحصنة والمتجددة والمبنية حديثًا. على سبيل المثال، تم ترميم مدن دارا وأميدا وأنطاكية وثيودوسيوبوليس وثيرموبيلاي اليونانية المتداعية ونيكوبول الدانوب، التي دمرت خلال الحروب مع خسرو. تمت إعادة تسمية قرطاج، المحاطة بأسوار جديدة، باسم جستنيانا الثاني (أصبح توريسيوس الأول)، وأعيدت تسمية مدينة بانا في شمال إفريقيا، التي أعيد بناؤها بنفس الطريقة، إلى ثيودوريس. بأمر من الإمبراطور، تم بناء قلاع جديدة في آسيا - في فينيقيا، بيثينيا، كابادوكيا. ضد الغارات السلافية، تم بناء خط دفاعي قوي على طول ضفاف نهر الدانوب.

قائمة المدن والحصون، بطريقة أو بأخرى تتأثر ببناء جستنيان الكبير، ضخمة. لم يقم أي حاكم بيزنطي قبله أو بعده بمثل هذا الحجم من نشاط البناء. اندهش المعاصرون والأحفاد ليس فقط من حجم الهياكل العسكرية، ولكن أيضًا من القصور والمعابد الرائعة التي بقيت من زمن جستنيان في كل مكان - من إيطاليا إلى تدمر السورية. ومن بينها، بالطبع، كنيسة القديسة صوفيا في القسطنطينية، التي نجت حتى يومنا هذا، تبرز كتحفة رائعة (مسجد آيا صوفيا في إسطنبول، متحف منذ الثلاثينيات من القرن العشرين).

في عام 532، خلال انتفاضة المدينة، تم تدمير كنيسة القديس. صوفيا، قرر جستنيان بناء معبد يتجاوز كل الأمثلة المعروفة. لمدة خمس سنوات، أشرف على عدة آلاف من العمال أنثيميوس ترالوس، "في فن ما يسمى بالميكانيكا والبناء الأكثر شهرة ليس فقط بين معاصريه، ولكن حتى بين أولئك الذين عاشوا قبله بوقت طويل"، وإيزيدور الميليتسي، " شخص واسع المعرفة من جميع النواحي" (Pr. Kes.) ، تحت الإشراف المباشر لأغسطس نفسه، الذي وضع الحجر الأول في أساس المبنى، تم تشييد المبنى الذي لا يزال يثير الإعجاب. يكفي أن نقول إن قبة ذات قطر أكبر (في سانت صوفيا - 31.4 م) تم بناؤها في أوروبا بعد تسعة قرون فقط. سمحت حكمة المهندسين المعماريين وحرص البناة للمبنى الضخم بالبقاء في منطقة نشطة زلزاليًا لأكثر من أربعة عشر قرنًا ونصف القرن.

ليس فقط بجرأة حلوله التقنية، ولكن أيضًا بجماله غير المسبوق وثراء الديكور الداخلي، أذهل المعبد الرئيسي للإمبراطورية كل من رآه. وبعد تكريس الكاتدرائية، تجول جستنيان حولها وهتف: "المجد لله الذي جعلني أستحق أن أقوم بهذه المعجزة. لقد هزمتك يا سليمان!" . أثناء سير العمل، قدم الإمبراطور نفسه العديد من النصائح القيمة من وجهة نظر هندسية، على الرغم من أنه لم يدرس الهندسة المعمارية مطلقًا.

بعد أن أشاد بالله، فعل جستنيان الشيء نفسه بالنسبة للملك والشعب، وأعاد بناء القصر وميدان سباق الخيل بروعة.

في تنفيذ خططه الشاملة لإحياء عظمة روما السابقة، لم يستطع جستنيان الاستغناء عن ترتيب الأمور في الشؤون التشريعية. خلال الفترة التي انقضت بعد نشر قانون ثيودوسيوس، ظهرت كتلة من المراسيم الإمبراطورية والبريتورية الجديدة، المتناقضة في كثير من الأحيان، وبشكل عام، بحلول منتصف القرن السادس. تحول القانون الروماني القديم، بعد أن فقد انسجامه السابق، إلى كومة مربكة من ثمار الفكر القانوني، مما يوفر للمترجم الماهر الفرصة لقيادة المحاكمات في اتجاه أو آخر، اعتمادًا على المنفعة. ولهذه الأسباب، أمر الباسيليوس بتنفيذ عمل هائل لتبسيط العدد الهائل من مراسيم الحكام وتراث الفقه القديم بأكمله. في 528 - 529 قامت لجنة مكونة من عشرة فقهاء بقيادة الفقهاء تريبونيانوس وثيوفيلوس بتدوين مراسيم الأباطرة من هادريان إلى جستنيان في اثني عشر كتابًا من قانون جستنيان، والتي وصلت إلينا في الطبعة المنقحة لعام 534. وتم إعلان المراسيم غير المدرجة في هذا القانون غير صالح. منذ عام 530، بدأت لجنة جديدة مكونة من 16 شخصًا، برئاسة نفس تريبونيان، في تجميع قانون قانوني يعتمد على المادة الأكثر شمولاً في جميع الفقه الروماني. وهكذا، بحلول عام 533، ظهر خمسون كتابًا ملخصًا. وبالإضافة إلى ذلك، تم نشر "المؤسسات" - وهو نوع من الكتب المدرسية لعلماء القانون. تشكل هذه الأعمال، بالإضافة إلى 154 مرسومًا إمبراطوريًا (روايات) نُشرت في الفترة من 534 حتى وفاة جستنيان، مجموعة القوانين المدنية 3) - "قانون القانون المدني"، وليس فقط أساس جميع القوانين البيزنطية وأوروبا الغربية في العصور الوسطى. القانون، ولكنه أيضًا مصدر تاريخي أكثر قيمة. في نهاية أنشطة اللجان المذكورة، حظر جستنيان رسميا جميع الأنشطة التشريعية والحرجة للمحامين. سُمح فقط بترجمة "المجموعة" إلى لغات أخرى (اليونانية بشكل أساسي) وتجميع مقتطفات مختصرة منها. من الآن فصاعدا، كان من المستحيل التعليق على القوانين وتفسيرها، ومن بين كل وفرة كليات الحقوق، لم يتبق سوى اثنتين فقط في الإمبراطورية الرومانية الشرقية - في القسطنطينية وفيريتا (بيروت الحديثة).

كان موقف الرسول جستنيان نفسه تجاه القانون متسقًا تمامًا مع فكرته القائلة بأنه لا يوجد شيء أعلى وأقدس من الجلالة الإمبراطورية. إن تصريحات جستنيان حول هذه المسألة تتحدث عن نفسها: "إذا كان هناك أي سؤال يبدو مشكوكًا فيه، فليُبلغ الإمبراطور به، حتى يقرره بسلطته الاستبدادية، التي ينتمي إليها وحده الحق في تفسير القانون"؛ "قال مبدعو القانون أنفسهم إن إرادة الملك لها قوة القانون"؛ "لقد أخضع الله القوانين ذاتها للإمبراطور، وأرسلها إلى الشعب كقانون حي" (النوفيلا 154، ).

أثرت سياسة جستنيان النشطة أيضًا على مجال الإدارة العامة. في وقت انضمامه، تم تقسيم بيزنطة إلى محافظتين - الشرقية وإيليريكوم، والتي ضمت 51 و13 مقاطعة، تحكم وفقًا لمبدأ الفصل بين السلطات العسكرية والقضائية والمدنية الذي قدمه دقلديانوس. خلال جستنيان، تم دمج بعض المقاطعات في أكبر، حيث كانت جميع الخدمات، على عكس مقاطعات النوع القديم، يرأسها شخص واحد - دوكا (دوكس). كان هذا صحيحًا بشكل خاص في المناطق النائية من القسطنطينية، مثل إيطاليا وأفريقيا، حيث تشكلت الإكسارخيات بعد بضعة عقود. في محاولة لتحسين هيكل السلطة، أجرى جستنيان مرارا وتكرارا "عمليات تطهير" للجهاز، في محاولة لمكافحة انتهاكات المسؤولين والاختلاس. لكن هذا الصراع كان يخسره الإمبراطور في كل مرة: فالمبالغ الهائلة التي فرضها الحكام على الضرائب الزائدة كانت تنتهي في خزائنهم. وازدهرت الرشوة على الرغم من القوانين القاسية ضدها. قلص جستنيان نفوذ مجلس الشيوخ (خاصة في السنوات الأولى من حكمه) إلى الصفر تقريبًا، وحوّله إلى هيئة موافقة مطيعة لأوامر الإمبراطور.

في عام 541، ألغى جستنيان القنصلية في القسطنطينية، وأعلن نفسه قنصلًا مدى الحياة، وفي الوقت نفسه أوقف الألعاب القنصلية باهظة الثمن (كانت تكلف 200 ليرة من الذهب الحكومي وحده سنويًا).

مثل هذه الأنشطة النشطة للإمبراطور، والتي استحوذت على جميع سكان البلاد وتطلبت نفقات باهظة، أثارت استياء ليس فقط من الفقراء، ولكن أيضًا من الطبقة الأرستقراطية، التي لم ترغب في إزعاج نفسها، والتي كان جستنيان المتواضع بمثابة ملاذ لها. مغرورًا على العرش، وكانت أفكاره المضطربة باهظة الثمن. وقد تحقق هذا السخط في التمردات والمؤامرات. في عام 548، تم اكتشاف مؤامرة من قبل أرتافان معين، وفي عام 562، قرر أثرياء العاصمة ("الصرافون") ماركيلوس وفيتا وآخرون قتل باسيليوس المسن خلال الجمهور. لكن شخصًا يدعى أولافيوس خان رفاقه، وعندما دخل مارسيليوس القصر بخنجر تحت ملابسه، قبض عليه الحراس. وتمكن مارسيلوس من طعن نفسه، لكن تم اعتقال بقية المتآمرين، وتحت التعذيب أعلنوا أن بيليساريوس هو منظم محاولة الاغتيال. كان للافتراء تأثيره، فقد فقد فيبيساريوس شعبيته، لكن جستنيان لم يجرؤ على إعدام مثل هذا الرجل المستحق بتهم لم يتم التحقق منها.

ولم تكن الأمور هادئة دائمًا بين الجنود أيضًا. على الرغم من كل عدوانيتهم ​​وخبرتهم في الشؤون العسكرية، لم يتميز الاتحاديون أبدًا بالانضباط. كانوا متحدين في اتحادات قبلية، وكانوا عنيفين ومعتدلين، وكثيرًا ما تمردوا ضد القيادة، وكانت إدارة مثل هذا الجيش تتطلب موهبة كبيرة.

في عام 536، بعد مغادرة بيليساريوس إلى إيطاليا، تمردت بعض الوحدات الإفريقية، الغاضبة من قرار جستنيان بضم جميع أراضي الوندال إلى الفسقس (وعدم توزيعها على الجنود، كما كانوا يأملون)، وأعلنت قائدًا لجيش من الوندال. محارب بسيط ستوبا، "رجل شجاع ومغامر "(Feof.،). دعمه الجيش بأكمله تقريبًا، وحاصر ستوتس قرطاج، حيث حبست القوات القليلة الموالية للإمبراطور نفسها خلف جدران متداعية. فر القائد العسكري الخصي سليمان مع المؤرخ المستقبلي بروكوبيوس عن طريق البحر إلى سيراكيوز إلى بيليساريوس. بعد أن علم بما حدث، صعد على الفور إلى السفينة وأبحر إلى قرطاج. انسحب محاربو ستوتسا من أسوار المدينة خوفًا من أنباء وصول قائدهم السابق. ولكن بمجرد مغادرة بيليساريوس الساحل الأفريقي، استأنف المتمردون الأعمال العدائية. قبل ستوتسا في جيشه العبيد الذين فروا من أصحابهم وجنود جيليمر الذين نجوا من الهزيمة. قام جرمانوس، المكلف بأفريقيا، بقمع التمرد بقوة الذهب والأسلحة، لكن ستوتسا مع العديد من المؤيدين اختفوا في موريتانيا وقاموا لفترة طويلة بإزعاج ممتلكات جستنيان الأفريقية حتى قُتل في معركة عام 545. فقط بحلول عام 548 تم تهدئة أفريقيا أخيرًا.

طوال الحملة الإيطالية بأكملها تقريبًا، أعرب الجيش، الذي كانت إمداداته سيئة التنظيم، عن عدم رضاه، ومن وقت لآخر إما رفض رفضًا قاطعًا القتال أو هدد علنًا بالانتقال إلى جانب العدو.

ولم تهدأ الحركات الشعبية أيضًا. بالنار والسيف، تسببت الأرثوذكسية، التي كانت ترسخ نفسها على أراضي الدولة، في أعمال شغب دينية في الضواحي. هدد المونوفيزيون المصريون باستمرار بتعطيل إمدادات الحبوب إلى العاصمة، وأمر جستنيان ببناء قلعة خاصة في مصر لحراسة الحبوب المجمعة في مخزن حبوب الدولة. تم قمع خطابات الديانات الأخرى - اليهود (529) والسامريين (556) - بقسوة شديدة.

كانت المعارك العديدة بين فرق السيرك المتنافسة في القسطنطينية، وخاصة فينيتي وبراسيني (الأكبر - في 547، 549، 550، 559، 562، 563) دامية أيضًا. على الرغم من أن الخلافات الرياضية كانت في كثير من الأحيان مجرد مظهر من مظاهر العوامل الأعمق، وفي المقام الأول عدم الرضا عن النظام الحالي (تنتمي الدايمات ذات الألوان المختلفة إلى مجموعات اجتماعية مختلفة من السكان)، فقد لعبت المشاعر الأساسية أيضًا دورًا مهمًا، وبالتالي يتحدث بروكوبيوس القيصري عن هذه الأطراف بازدراء غير مقنع: "منذ العصور القديمة، تم تقسيم السكان في كل مدينة إلى فينيتي وبرسين، ولكن في الآونة الأخيرة، بسبب هذه الأسماء والأماكن التي يجلسون فيها أثناء النظارات، بدأوا في إهدار المال وإخضاع أنفسهم لأكثر من ذلك. عقوبة بدنية شديدة وحتى الموت المخزي. إنهم يبدأون معارك مع خصومهم، دون أن يعرفوا لماذا يعرضون أنفسهم للخطر، ويكونون، على العكس من ذلك، واثقين من أنهم، بعد أن انتصروا عليهم في هذه المعارك، لا يمكنهم أن يتوقعوا شيئًا أكثر من ذلك. السجن والإعدام والموت، وتبقى إلى الأبد، لا تحترم القرابة ولا الملكية ولا روابط الصداقة، حتى الأشقاء الذين يلتصقون بإحدى هذه الزهور يكونون في خلاف فيما بينهم. ليس لديهم حاجة إلى شؤون الله أو شؤون الإنسان، فقط لخداع خصومهم. إنهم لا يهتمون بأن يتبين أن أيًا من الطرفين شرير أمام الله، وأن القوانين والمجتمع المدني يتعرضان للإهانة من قبل شعبهما أو خصومهما، لأنه حتى في نفس الوقت الذي يحتاجون فيه، ربما، إلى الأشياء الأكثر ضرورة، عندما يكون الوطن الأم يتعرض للإهانة في المقام الأول، فهم لا يقلقون بشأن ذلك على الإطلاق، طالما أنهم يشعرون بالارتياح. إنهم يسمون شركائهم بالحزب… لا أستطيع أن أسمي ذلك سوى مرض عقلي”.

مع معارك الخافت المتحاربة بدأت أكبر انتفاضة في تاريخ القسطنطينية - نيكا. في بداية شهر يناير من عام 532، أثناء الألعاب في ميدان سباق الخيل، بدأ آل براسين في الشكوى من قبيلة فينيتي (الذين تمتع حزبهم بتفضيل أكبر في البلاط وخاصة الإمبراطورة) ومن مضايقات المسؤول الإمبراطوري سبافاريوس كالوبوديوم. رداً على ذلك، بدأ "البلوز" في تهديد "الخضر" وتقديم شكوى إلى الإمبراطور. وتجاهل جستنيان كل الادعاءات، وخرج "الخضر" من المشهد وهم يطلقون صيحات مهينة. وتوتر الوضع ووقعت اشتباكات بين الفصائل المتحاربة. وفي اليوم التالي، أمر أبرشية العاصمة إفديمون بإعدام العديد من المدانين المدانين بالمشاركة في أعمال الشغب. لقد حدث أن سقط اثنان - أحدهما فينيت والآخر براسين - من المشنقة مرتين وبقيا على قيد الحياة. عندما بدأ الجلاد في ربط حبل المشنقة عليهم مرة أخرى، حاربهم الحشد، الذي رأى معجزة في خلاص المدانين. وبعد ثلاثة أيام، في 13 يناير، خلال الاحتفالات، بدأ الناس يطالبون الإمبراطور بالعفو عن "الذين خلصهم الله". تسبب الرفض في عاصفة من السخط. اندفع الناس خارج ميدان سباق الخيل، ودمروا كل شيء في طريقهم. احترق قصر الأبرشية، وقتل الحراس والمسؤولون المكروهون في الشوارع. المتمردون، تاركين جانبا خلافات أحزاب السيرك، متحدون وطالبوا باستقالة براسين جون الكبادوكي وفينيتي تريبونيان وإوديمون. في 14 يناير، أصبحت المدينة غير قابلة للحكم، وقام المتمردون بضرب قضبان القصر، وقام جستنيان بتهجير جون وإوديمون وتريبونيان، لكن الناس لم يهدأوا. استمر الناس في ترديد الشعارات التي سُمعت في اليوم السابق: "كان من الأفضل لو لم يولد سافاتي، لو لم ينجب ابنًا قاتلًا"، وحتى "باسيليوس آخر للرومان!" حاولت فرقة بيليساريوس البربرية إبعاد الحشود الغاضبة عن القصر، وفي الفوضى الناتجة، هجم رجال الدين في كنيسة القديس بولس. صوفيا وفي أيديها أشياء مقدسة تقنع المواطنين بالتفرق. ما حدث أثار نوبة غضب جديدة، حيث تم إلقاء الحجارة من أسطح المنازل على الجنود، وتراجع بليساريوس. واشتعلت النيران في مبنى مجلس الشيوخ والشوارع المجاورة للقصر. اشتعلت النيران لمدة ثلاثة أيام ، واحترق مجلس الشيوخ وكنيسة القديسة صوفيا والمداخل المؤدية إلى ساحة قصر أوغستيون وحتى مستشفى القديس شمشون مع المرضى الموجودين فيه. كتبت ليديا: "كانت المدينة كومة من التلال السوداء، مثل ليباري أو بالقرب من فيزوف، كانت مليئة بالدخان والرماد، ورائحة الحريق التي انتشرت في كل مكان جعلتها غير صالحة للسكن، ومظهرها كله يغرس الرعب في المشاهد ممزوجًا بالرعب". شفقة." وساد جو من العنف والمذابح في كل مكان، وتناثرت الجثث في الشوارع. عبر العديد من السكان في حالة من الذعر إلى الجانب الآخر من مضيق البوسفور. في 17 يناير، ظهر ابن أخ الإمبراطور أناستاسيوس هيباتيوس لجستنيان، مؤكدًا للباسيليوس عدم تورطه في المؤامرة، لأن المتمردين كانوا بالفعل ينادون هيباتيوس بالإمبراطور. لكن جستنيان لم يصدقه وأخرجه من القصر. في صباح اليوم الثامن عشر، خرج المستبد نفسه إلى ميدان سباق الخيل حاملاً الإنجيل بين يديه، وأقنع السكان بوقف أعمال الشغب وأعرب عن أسفه العلني لأنه لم يستمع على الفور إلى مطالب الناس. فاستقبله بعض المجتمعين بالصياح: "كذبت! أقسمت كاذبًا أيها الحمار!". . اجتاحت صرخة المدرجات لجعل هيباتيوس إمبراطورًا. غادر جستنيان ميدان سباق الخيل، وتم سحب هيباتيا، على الرغم من مقاومته اليائسة ودموع زوجته، من المنزل وارتداء الملابس الملكية التي تم الاستيلاء عليها. ظهر مائتان من البراسيين المسلحين لإفساح المجال له إلى القصر بناءً على طلبه الأول، وانضم جزء كبير من أعضاء مجلس الشيوخ إلى التمرد. رفض حارس المدينة الذي يحرس ميدان سباق الخيل الانصياع لبيليساريوس والسماح لجنوده بالدخول. تعذب جستنيان من الخوف، وجمع مجلسا في القصر من الحاشية التي بقيت معه. كان الإمبراطور يميل بالفعل إلى الفرار، لكن ثيودورا، على عكس زوجها، احتفظت بشجاعتها، ورفضت هذه الخطة وأجبرت الإمبراطور على التصرف. نجح خصيه نارسيس في رشوة بعض "البلوز" المؤثرين وإثناء جزء من هذا الحزب عن المزيد من المشاركة في الانتفاضة. وبعد فترة وجيزة، بعد أن شقوا طريقهم بصعوبة عبر الجزء المحترق من المدينة، من الشمال الغربي إلى ميدان سباق الخيل (حيث كانت هيباتيوس تستمع إلى الترانيم على شرفه)، اقتحمت مفرزة من بيليساريوس، وبأمر من بدأ الجنود قائدهم بإطلاق السهام على الحشد وضربهم

اليمين واليسار بالسيوف. اختلطت كتلة ضخمة ولكن غير منظمة من الناس، ثم عبر "بوابة الموتى" في السيرك (التي تم من خلالها إخراج جثث المصارعين المقتولين من الساحة) شق جنود مفرزة موندا البربرية المكونة من ثلاثة آلاف جندي طريقهم إلى الساحة. بدأت مذبحة رهيبة، وبعدها بقي حوالي ثلاثين ألف (!) جثة في المدرجات والساحة. تم القبض على هيباتيوس وشقيقه بومبي، وبإصرار من الإمبراطورة، تم قطع رأسيهما، كما تمت معاقبة أعضاء مجلس الشيوخ الذين انضموا إليهما. انتهت انتفاضة نيكا. إن القسوة التي لم يسمع بها من قبل والتي تم قمعها أخافت الرومان لفترة طويلة. وسرعان ما أعاد الإمبراطور رجال الحاشية الذين تم فصلهم في يناير إلى مناصبهم السابقة، دون مواجهة أي مقاومة.

فقط في السنوات الأخيرة من حكم جستنيان بدأ استياء الناس في الظهور علانية مرة أخرى. في عام 556، في الاحتفالات المخصصة لتأسيس القسطنطينية (11 مايو)، صرخ السكان إلى الإمبراطور: "باسيليوس، [أعط] وفرة للمدينة!" (فيوف،). حدث ذلك في عهد السفراء الفرس، وأمر جستنيان الغاضب بإعدام الكثيرين. في سبتمبر 560، انتشرت شائعات في جميع أنحاء العاصمة حول وفاة الإمبراطور المريض مؤخرًا. عمت الفوضى المدينة، وانضم إليهم عصابات من اللصوص وسكان البلدة، وأضرموا النار في المنازل ومحلات الخبز. تم تهدئة الاضطرابات فقط من خلال تفكير الأبرشية السريع: فقد أمر على الفور بتعليق نشرات حول حالة صحة الباسيليوس في أبرز الأماكن وترتيب إضاءة احتفالية. في عام 563، رشق حشد من الناس الحجارة على أبرشية المدينة المعينة حديثًا، وفي عام 565، في حي ميزنتسيول، قاتل الأسلاف لمدة يومين مع الجنود والجنود، وقتل الكثير منهم.

واصل جستنيان الخط الذي بدأ في عهد جوستين بشأن هيمنة الأرثوذكسية في جميع مجالات الحياة العامة، واضطهد المنشقين بكل الطرق الممكنة. في بداية حكمه تقريبا. في عام 529، أصدر مرسومًا يحظر توظيف "الهراطقة" في الخدمة العامة والانتهاك الجزئي لحقوق أتباع الكنيسة غير الرسمية. كتب الإمبراطور: «من العدل حرمان من يعبد الله بشكل خاطئ من البركات الأرضية». أما بالنسبة لغير المسيحيين، فقد تحدث جستنيان بشكل أكثر قسوة تجاههم: "لا ينبغي أن يكون هناك وثنيون على الأرض!" .

وفي عام 529، أُغلقت الأكاديمية الأفلاطونية في أثينا، وهرب معلموها إلى بلاد فارس، يلتمسون عطف الأمير خسرو المعروف بعلمه وحبه للفلسفة القديمة9).

كان الاتجاه الهرطقي الوحيد للمسيحية الذي لم يتعرض للاضطهاد بشكل خاص هو المونوفيزيون - ويرجع ذلك جزئيًا إلى رعاية ثيودورا، وكان الباسيليوس مدركًا جيدًا لخطر اضطهاد مثل هذا العدد الكبير من المواطنين، الذين أبقوا المحكمة بالفعل في ترقب دائم من التمرد. قدم المجمع المسكوني الخامس، الذي انعقد عام 553 في القسطنطينية (كان هناك مجلسان آخران للكنيسة في عهد جستنيان - المجالس المحلية في عامي 536 و 543) بعض التنازلات للمونوفيزيتيين. وأكد هذا المجمع إدانة تعاليم اللاهوتي المسيحي الشهير أوريجانوس التي صدرت عام 543 باعتبارها هرطقة.

نظرًا لأن الكنيسة والإمبراطورية واحدة، وروما مدينته، ​​وهو نفسه أعلى سلطة، فقد اعترف جستنيان بسهولة بأولوية الباباوات (الذين يمكنه تعيينهم حسب تقديره) على بطاركة القسطنطينية.

كان الإمبراطور نفسه منذ صغره ينجذب إلى المناقشات اللاهوتية، وفي سن الشيخوخة أصبحت هوايته الرئيسية. في شؤون الإيمان، كان يتميز بالدقة: على سبيل المثال، يذكر يوحنا النيوس أنه عندما عُرض على جستنيان استخدام ساحر وساحر معين ضد خسرو أنوشيرفان، رفض الباسيليوس خدماته، وصرخ بسخط: "أنا، جستنيان، هل سينتصر الإمبراطور المسيحي بمساعدة الشياطين؟!" . لقد عاقب رجال الدين المذنبين بلا رحمة: على سبيل المثال، في عام 527، تم القبض على اثنين من الأساقفة في اللواط، بناء على أوامره، وتم اقتيادهم حول المدينة مع قطع أعضائهم التناسلية كتذكير للكهنة بضرورة التقوى.

طوال حياته، جسد جستنيان المثل الأعلى على الأرض: إله واحد عظيم، كنيسة واحدة عظيمة، قوة واحدة عظيمة، حاكم واحد عظيم. لقد تم دفع ثمن تحقيق هذه الوحدة والعظمة من خلال الضغط الهائل الذي تعرضت له قوى الدولة، وإفقار الشعب ومئات الآلاف من الضحايا. لقد وُلدت الإمبراطورية الرومانية من جديد، لكن هذا التمثال العملاق وقف على أقدام من الطين. بالفعل، أعرب الخليفة الأول لجستنيان العظيم، جوستين الثاني، في إحدى قصصه القصيرة عن أسفه لأنه وجد البلاد في حالة مرعبة.

في السنوات الأخيرة من حياته، أصبح الإمبراطور مهتما باللاهوت وأقل اهتماما بشؤون الدولة، مفضلا قضاء بعض الوقت في القصر، في نزاعات مع رؤساء الكنيسة أو حتى الرهبان البسطاء الجاهلين. ووفقاً للشاعر كوريبوس، "لم يعد الإمبراطور القديم يهتم بأي شيء؛ وكأنه كان مخدراً بالفعل، وكان منغمساً تماماً في توقع الحياة الأبدية. وكانت روحه بالفعل في السماء".

في صيف عام 565، أرسل جستنيان العقيدة حول عدم فساد جسد المسيح إلى الأبرشيات للمناقشة، ولكن لم تظهر أي نتائج - بين 11 و14 نوفمبر، توفي جستنيان الكبير، "بعد أن ملأ العالم بالهمهمة والاضطرابات " (إيفاج،). وفقًا لأغاثيوس من ميرينيا، كان "الأول، إذا جاز التعبير، من بين جميع الذين حكموا [في بيزنطة - إس دي] أظهر نفسه ليس بالكلمات، بل بالأفعال كإمبراطور روماني" 10).

ومع ذلك، لم يتراجع جستنيان. بعد وفاة أوفيميا في العام أو نحو ذلك، لم يعارض الإمبراطور جوستين ابنه بالتبني. وأصدر مرسوماً بالزواج يسمح، على وجه الخصوص، للممثلة التائبة التي تخلت عن مهنتها السابقة بالدخول في زواج قانوني حتى مع الأشخاص ذوي المولد العالي. وهكذا تم حفل الزفاف.

منذ بداية عهد جستنيان، بدأت تراقيا تتعرض لغارات مدمرة بشكل متزايد من قبل "الهون" - البلغار و "السكيثيين" - السلاف. في العام، نجح القائد موند في صد هجوم البلغار في تراقيا.

منذ عهد يوستينوس، ورث جستنيان سياسة اضطهاد الأديرة ورجال الدين المونوفيزيين في شمال سوريا. ومع ذلك، لم يكن هناك اضطهاد واسع النطاق للمونوفيزيتية في الإمبراطورية - كان عدد أتباعها كبيرا جدا. كانت مصر، معقل المونوفيزيتيين، معرضة باستمرار لخطر تعطيل إمدادات الحبوب إلى العاصمة، ولهذا السبب أمر جستنيان ببناء قلعة خاصة في مصر لحراسة الحبوب المجمعة في مخزن حبوب الدولة. بالفعل في أوائل ثلاثينيات القرن الخامس عشر، استخدمت الإمبراطورة ثيودورا نفوذها على زوجها لبدء المفاوضات ومحاولات التوفيق بين موقف المونوفيزيين والأرثوذكس. في العام، وصل وفد من Monophysites إلى القسطنطينية وأقامه الزوجان الملكيان في قصر هرمزدا. منذ ذلك الحين، تحت رعاية ثيودورا وبموافقة ضمنية من جستنيان، كان هناك ملجأ للمونوفيزيتس.

ثورة نيكا

إلا أن هذه الاتفاقية كانت في الواقع انتصارًا للمونوفيزيتيين، وقد أقنع القديس البابا أغابيط، الذي أرسله ملك القوط الشرقيين ثيوداهاد إلى القسطنطينية كسفير سياسي، جستنيان بالابتعاد عن السلام الزائف مع المونوفيزيتية والوقوف إلى جانب القرارات الخلقيدونية. وقد ارتقى القديس مينا الأرثوذكسي إلى مقام أنثيموس النازح. صاغ جستنيان اعترافًا بالإيمان، والذي اعترف به القديس أغابيت على أنه أرثوذكسي تمامًا. في نفس الوقت تقريبًا، قام الإمبراطور بتجميع كتاب الصلاة الأرثوذكسية "الابن الوحيد وكلمة الله"، والذي تم تضمينه في طقوس القداس الإلهي. في 2 مايو من العام، افتتح كاتدرائية في القسطنطينية بحضور الإمبراطور للمحاكمة النهائية لقضية أنثيما. خلال المجمع، تمت إدانة عدد من زعماء المونوفيزيين، ومن بينهم أنثيموس وسيفير.

ومع ذلك، في الوقت نفسه، أقنعت ثيودورا الإمبراطور بالموافقة على تعيين وريثًا للمتوفى البابا أغابيط، الذي أبدى استعدادًا للتسوية، الشماس فيجيليوس. تم ترقيته إلى العرش البابوي بإرادة إمبراطورية في 29 مارس من العام، على الرغم من حقيقة أن سيلفيريوس قد تم انتخابه بالفعل لمنصب الكرسي الرئيسي في روما في ذلك العام. بالنظر إلى روما مدينته وهو نفسه أعلى سلطة، اعترف جستنيان بسهولة بأولوية الباباوات على بطاركة القسطنطينية، كما قام بتعيين الباباوات بسهولة وفقًا لتقديره الخاص.

مشاكل 540 وعواقبها

في الإدارة الداخلية، التزم جستنيان بنفس الخط، لكنه دفع اهتماما أقل بكثير لمحاولات الإصلاحات التشريعية - بعد وفاة المحامي تريبونيان في العام، أصدر الإمبراطور 18 وثيقة فقط. في العام، ألغى جستنيان القنصلية في القسطنطينية، وأعلن نفسه قنصلًا مدى الحياة، وفي الوقت نفسه أوقف الألعاب القنصلية باهظة الثمن. لم يتخل الملك عن مشاريع البناء الخاصة به - لذلك تم الانتهاء في العام من بناء "الكنيسة الجديدة" الضخمة باسم السيدة العذراء مريم على أنقاض معبد القدس.

المناقشات اللاهوتية في 540 و 550s

منذ أوائل أربعينيات القرن الخامس عشر، بدأ جستنيان في التعمق في مسائل اللاهوت. إن الرغبة في التغلب على المونوفيزيتية وإنهاء الخلاف في الكنيسة لم تتركه. في هذه الأثناء، واصلت الإمبراطورة ثيودورا رعاية المونوفيزيين وفي العام، بناءً على طلب الشيخ العربي الغساني الحارث، ساهمت في إنشاء التسلسل الهرمي للمونوفيزيت من خلال تنصيب الأسقف المونوفيزيتي المتنقل، جيمس برادعي. حاول جستنيان في البداية القبض عليه، لكن هذا فشل، واضطر الإمبراطور بعد ذلك إلى التصالح مع أنشطة البرادعي على مشارف الإمبراطورية. على الرغم من أن الإمبراطورة ثيودورا توفيت في العام الذي تصالحت فيه مع الكنيسة الأرثوذكسية، إلا أن هناك نسخة ورثت بموجبها الإمبراطور عدم اضطهاد المونوفيزيين البارزين، الذين كانوا يختبئون طوال هذا الوقت في قصر هرمزدا ​​في القسطنطينية. بطريقة أو بأخرى، لم يكثف الإمبراطور الأرثوذكسي اضطهاد المونوفيزيتيين، بل حاول جمع المؤمنين في كنيسة واحدة، بإدانة التعاليم الكاذبة الأخرى.

في بداية أربعينيات القرن السادس تقريبًا، أثار الإمبراطور إمكانية إدانة أوريجانوس رسميًا. وبعد أن اتهمه بعشر بدع في رسالة إلى القديس ميناس، في العام الذي عقد فيه الإمبراطور مجمعًا في العاصمة أدان أوريجانوس وتعليمه.

وفي الوقت نفسه اقترح المستشار اللاهوتي الإمبراطوري ثيودور أسكيداس إدانة بعض كتابات الطوباوي ثيودورت قورش، وصفصاف الرها، وثيودور الموبسويت، التي عبرت عن أخطاء نسطورية. على الرغم من أن المؤلفين أنفسهم، المتوفين منذ فترة طويلة، كانوا محترمون في الكنيسة، إلا أن الإدانة المجمعية لآرائهم الخاطئة كانت ستحرم المونوفيزيين من فرصة الافتراء على الأرثوذكس من خلال اتهامهم بالنسطورية. في العام أصدر جستنيان مرسوما ضد ما يسمى. "ثلاثة فصول" - أعمال غير أرثوذكسية للمعلمين الثلاثة المذكورين أعلاه. ومع ذلك، بدلاً من التوفيق بين المونوفيزيتيين والكنيسة، تسبب هذا في احتجاج في الغرب، حيث اعتبرت إدانة "الفصول الثلاثة" بمثابة هجوم على الأرثوذكسية. وقع بطريرك القسطنطينية القديس مينا على المرسوم الإمبراطوري، لكن البابا فيجيليوس لم يوافق لفترة طويلة، بل وذهب إلى حد قطع الشركة مع كنيسة القسطنطينية.

قاتلت الإمبراطورية لفترة طويلة ضد القوات المتمردة في أفريقيا، التي كانت تأمل في إعادة توزيع الأراضي التي تم فتحها حديثًا فيما بينها. فقط في العام كان من الممكن قمع التمرد بنجاح، وبعد ذلك أصبحت شمال أفريقيا بحزم جزءا من الإمبراطورية.

في نهاية أربعينيات القرن السادس، بدت إيطاليا ضائعة، لكن طلبات البابا فيجيليوس وغيره من اللاجئين الرومان النبلاء في القسطنطينية أقنعت جستنيان بعدم الاستسلام وقرر مرة أخرى إرسال رحلة استكشافية إلى هناك في العام. انتقلت القوات العديدة المتجمعة للحملة أولاً إلى تراقيا، حيث غادر السلاف الهائجون بفضل هذا. ثم، في ذلك العام، وصلت أخيرًا قوة كبيرة من الرومان إلى إيطاليا تحت قيادة نارسيس وهزمت القوط الشرقيين. وسرعان ما تم تطهير شبه الجزيرة من جيوب المقاومة، وخلال العام تم أيضًا احتلال بعض الأراضي شمال نهر بو. وبعد سنوات عديدة من النضال المرهق، عادت إيطاليا غير الدموية، ومركزها الإداري في رافينا، إلى الإمبراطورية. في العام، أصدر جستنيان "العقوبة العملية"، التي ألغت جميع ابتكارات توتيلا - تم إرجاع الأرض إلى أصحابها السابقين، وكذلك العبيد والمستعمرين الذين أطلقهم الملك. لم يثق الإمبراطور في كفاءة المسؤولين الإمبراطوريين، فعهد بإدارة الأنظمة الاجتماعية والمالية والتعليمية في إيطاليا إلى الأساقفة، حيث ظلت الكنيسة القوة الأخلاقية والاقتصادية الوحيدة في البلد المدمر. وفي إيطاليا، كما في أفريقيا، تعرضت الآريوسية للاضطهاد.

حقق استيراد بيض دودة القز من الصين لمدة عام تقريبًا، والتي كانت حتى ذلك الحين تحافظ بشكل صارم على سر إنتاج الحرير، نجاحًا كبيرًا. وفقًا للأسطورة، أقنع الإمبراطور نفسه الرهبان النسطوريين الفرس بتسليم البضائع الثمينة له. منذ ذلك الوقت، بدأت القسطنطينية في إنتاج الحرير الخاص بها، والذي تم إنشاء احتكار الدولة عليه، مما جلب إيرادات كبيرة إلى الخزانة.

إرث

صلوات

تروباريون، نغمة 3

مشتهيًا جمال مجد الله، / في الأرض [حياة] لقد أرضيته / وبعد أن حسنت الموهبة الموكلة إليك، عززته / من أجله وحارب بالبر. / بسبب مكافأة أعمالك، / كرجل صالح، قبلت من المسيح الله // صلوا له أن يخلص بالمرنمين لكم يا جستنيين.

كونتاكيون، النغمة 8

مختار التقوى كثير / ونصر الحق لا يخزي / يحمدك الناس بالأكثر صدقًا وإخلاصًا يا حكمة الله / بل كأن لك جرأة تجاه المسيح الله / أيها المسبحون بالتواضع اسألوا ونحن ندعو أنتم: افرحوا يا جستنيين ذوي الذاكرة الأبدية.

المصادر، الأدب

  • بروكوبيوس القيصري، م.، 1884.، الكرونوغرافيا، بوني، 1831:
    • انظر الجزء الصغير على http://www.vostlit.info/haupt-Dateien/index-Dateien/M.phtml?id=2053
  • دياكونوف، أ.، "أخبار يوحنا الأفسسي والسجلات السورية عن السلاف في القرنين السادس والسابع"، VDI, 1946, № 1.
  • ريجوف، كونستانتين، جميع ملوك العالم: المجلد 2 - اليونان القديمة، روما القديمة، بيزنطة، م: "فيتشي"، 1999، 629-637.
  • ألين، بولين، "الطاعون "الجستنيانى"،" بيزنطة, № 49, 1979, 5-20.
  • أثاناسيادي، بوليمنيا، "الاضطهاد والرد عليه في الوثنية المتأخرة"، JHS, № 113, 1993, 1-29.
  • باركر، جون إي. جستنيان والإمبراطورية الرومانية اللاحقة، ماديسون، ويسكونسن، 1966.
  • براوننج، روبرت جستنيان وثيودورا، الطبعة الثانية، لندن، 1987.
  • بوندي، د.د.، "جاكوب بارادايوس: حالة البحث"، موسون, № 91, 1978, 45-86.
  • بوري، جي بي، "أعمال الشغب في نيكا"، JHS, № 17, 1897, 92-119.
  • كاميرون، آلان، "الهرطقات والفصائل"، بيزنطة, № 44, 1974, 92-120.
  • كاميرون، آلان فصائل السيرك. البلوز والخضر في روما وبيزنطة، أكسفورد، 1976.
  • كاميرون، أفريل، أغاثياس، أكسفورد، 1970.
  • كاميرون، أفريل، بروكوبيوس والقرن السادس، بيركلي، 1985.
  • كاميرون، أفريل، عالم البحر الأبيض المتوسط ​​في العصور القديمة المتأخرةلندن ونيويورك، 1993.
  • كابيزي, جوستينيانو أنا عبر السياسة والدين، ميسينا، 1994.
  • تشوفين، بيير، آرتشر، بكالوريوس، ترانس.، تاريخ الوثنيين الأخيرين، كامبريدج، 1990.
  • ديهل، تشارلز، جوستينيان والحضارة البيزنطية في القرن السادس، الأول والثاني، باريس، 1901.
  • ديهل، تشارلز، ثيودورا، إمبيراتريس بيزانس، باريس، 1904.
  • داوني، جلانفيل، "جستنيان في دور البناء" نشرة فنية, № 32, 1950, 262-66.
  • داوني، جلانفيل، القسطنطينية في عصر جستنيان، نورمان، أوكلاهوما، 1960.
  • إيفانز، ج.أ.س.، "بروكوبيوس والإمبراطور جستنيان"، الأوراق التاريخية، الجمعية التاريخية الكندية, 1968, 126-39.
  • إيفانز، ج.أ.س.، ""تمرد نيكا والإمبراطورة ثيودورا"،" بيزنطة, № 54, 1984, 380-82.
  • إيفانز، ج.أ.س، "تواريخ بروكوبيوس": تلخيص للأدلة،" جربس, № 37, 1996, 301-13.
  • إيفانز، ج.أ.س. بروكوبيوس، نيويورك، 1972.
  • إيفانز، ج.أ.س. عصر جستنيان. ظروف القوة الإمبراطوريةلندن ونيويورك، 1996.
  • فوتيو، أ.، "نقص التوظيف في القرن السادس"، بيزنطة, № 58, 1988, 65-77.
  • فودن، جارث، الإمبراطورية إلى الكومنولث: عواقب التوحيد في العصور القديمة المتأخرة، برينستون، 1993.
  • فريند، دبليو إتش سي، صعود حركة المونوفيزيت: فصول عن تاريخ الكنيسة في القرنين الخامس والسادس، كامبريدج، 1972.
  • جيروسترجيوس، أستيريوس، جستنيان الكبير: الإمبراطور والقديس، بلمونت، 1982.
    • روس. ترجمة: جيروسترجيوس، أ.، جستنيان الكبير - الإمبراطور والقديس[ترجمة. من الانجليزية بروت. M. Kozlov]، M.: دار نشر دير سريتنسكي، 2010.
  • جوردون، سي دي، "سياسات بروكوبيوس وجستنيان المالية،" فينيكس, № 13, 1959, 23-30.
  • جرابار، أندريه العصر الذهبي لجستنيان، من وفاة ثيودوسيوس إلى ظهور الإسلام، نيويورك، 1967.
  • غريتريكس، جيفري، "شغب نيكا: إعادة تقييم"، JHS, 117, 1997, 60-86.
  • جريتريكس، جيفري، روما وبلاد فارس في الحرب, 502-532، ليدز، 1998.
  • هاريسون، آر إم. معبد لبيزنطة، لندن، 1989.
  • هارفي، سوزان أشبروك، تذكر الألم: التأريخ السرياني وفصل الكنائس، بيزنطة, № 58, 1988, 295-308.
  • هارفي، سوزان أشبروك، الزهد والمجتمع في أزمة: يوحنا الأفسسي و"حياة القديسين الشرقيين"، بيركلي، 1990.
  • هيرين، جوديث، تشكيل العالم المسيحي، أكسفورد، 1987.
  • هيرين، جوديث، "بيزانس: القصر والمدينة" بيزنطة, № 61, 1991, 213-230.
  • هولمز، ويليام ج. عصر جستنيان وثيودورا: تاريخ القرن السادس الميلادي، الطبعة الثانية، لندن، 1912.
  • أونوريه، توني، تريبونيان، لندن، 1978.
  • ميندورف، ج.، "جستنيان والإمبراطورية والكنيسة"، DOP, № 22, 1968, 43-60.
  • مورهيد، جون جستنيانلندن ونيويورك، 1994.
  • شهيد، أنا، بيزنطة والعرب في القرن السادس، واشنطن العاصمة، 1995.
  • ثورمان، دبليو إس، "كيف سعيت جستنيان للتعامل مع مشكلة المنشقين الدينيين،" جوتر, № 13, 1968, 15-40.
  • أور، P. N.، جستنيان وعهده، هارموندسوورث، 1951.
  • فاسيلييف، أ.أ.، تاريخ الإمبراطورية البيزنطية، ماديسون، 1928، مندوب. 1964:
    • انظر الترجمة الروسية المجلد 1، الفصل. 3 "جستنيان الكبير وخلفاؤه المباشرون (518-610)" على http://www.hrono.ru/biograf/bio_yu/yustinian1.php
  • واتسون، آلان، ترانس. ملخص جستنيان، مع النص اللاتيني الذي حرره ت. مومسن بمساعدة بول كروجر، الأول إلى الرابع، فيلادلفيا، 1985.
  • ويشكي، كينيث ب. عن شخص المسيح: كريستولوجيا الإمبراطور جستنيان، كريستوود، 1991.

المواد المستعملة

  • صفحة البوابة التاريخية كرونوس:
    • http://www.hrono.ru/biograf/bio_yu/yustinian1.php - الفن المستخدم. مكتب تقييس الاتصالات. الموسوعات العالم من حولنا; من كتاب داشكوف، S. B.، أباطرة بيزنطة، م، 1997؛ التقويم التاريخي - التقويم روس المقدسة.
  • إيفانز، جيمس ألان، “جستنيان (527-565 م)،” موسوعة على الإنترنت للأباطرة الرومان:
  • شارع. ديمتري روستوفسكي، حياة القديسين:
  • شارع. فيلاريت (جوميليفسكي)، رئيس الأساقفة. تشيرنيجوفسكي، حياة القديسين، م: دار إكسمو للنشر، 2005، 783-784.
  • أندريف، أ.ر.، تاريخ شبه جزيرة القرم، الفصل الرابع: “القوط والهون في شبه جزيرة القرم. تشيرسونيسوس هي إحدى مقاطعات بيزنطة. تشوفوت كالي وإسكي كيرمن. آفار خاقانات، الأتراك والمؤيدون للبلغار. الثالث - الثامن قرون.":
    • من كان مسيحياً في أرض جاستن المقدسة وسافا المقدسة تحدي ماضينا: دراسات في القانون الكنسي الأرثوذكسي وتاريخ الكنيسة

      الكلمة مفقودة من الأصل. ربما غاب عن طريق الخطأ.

صفحة:

جستنيان الأول (باللاتينية يوستينيانوس الأول، باليونانية Ιουστινιανός A، المعروف باسم جستنيان الكبير؛ 482 أو 483، توريسيوس (مقدونيا العليا) - 14 نوفمبر 565، القسطنطينية)، إمبراطور بيزنطة (الإمبراطورية الرومانية الشرقية) من 527 إلى 565. في عهده، تم تنفيذ التدوين الشهير للقانون الروماني وتم غزو إيطاليا من القوط الشرقيين.

لغته الأم كانت اللاتينية. ولد جستنيان في عائلة فلاح إيليري فقير من مقدونيا. حتى في طفولته، عمه القائد، بعد أن تبنى جستنيان وأضاف اسم جستنيان، الذي دخل التاريخ، إلى الاسم الحقيقي للصبي بيتر ساففاتي، أحضره إلى القسطنطينية وأعطاه تعليمًا جيدًا. بعد ذلك، أصبح عمه الإمبراطور جستن الأول، مما جعل جستنيان شريكًا في الحكم، وبعد وفاته، ورث جستنيان العرش عام 527 وأصبح حاكمًا لإمبراطورية ضخمة. فمن ناحية تميز بكرمه وبساطته وحكمته كسياسي. موهبة الدبلوماسي الماهر، من ناحية أخرى - القسوة والخداع والازدواجية. كان جستنيان الأول مهووسًا بفكرة عظمة شخصه الإمبراطوري.

التحرر من العبودية هو قانون الأمم.

جستنيان

بعد أن أصبح إمبراطورًا، بدأ جستنيان الأول على الفور في تنفيذ برنامج عام لإحياء عظمة روما في جميع الجوانب. مثل نابليون، كان ينام قليلاً، وكان نشيطًا للغاية ومهتمًا بالتفاصيل. لقد تأثر كثيرًا بزوجته ثيودورا، وهي مومس سابقة أو هيتيرا، والتي لعب تصميمها دورًا كبيرًا في قمع أكبر انتفاضة في القسطنطينية، نيكا، عام 532. بعد وفاتها، أصبح جستنيان الأول أقل حسمًا كحاكم للدولة.

تمكن جستنيان الأول من الحفاظ على الحدود الشرقية مع الإمبراطورية الساسانية، وذلك بفضل قادته العسكريين بيليساريوس ونارسيس، حيث غزا شمال إفريقيا من الوندال وأعاد السلطة الإمبراطورية على مملكة القوط الشرقيين في إيطاليا. وفي الوقت نفسه، فإنه يعزز الجهاز الحكومي ويحسن الضرائب. لم تكن هذه الإصلاحات تحظى بشعبية كبيرة لدرجة أنها أدت إلى تمرد نيكا، الذي كاد أن يكلفه عرشه.

باستخدام موهبة وزيره تريبونيان، أمر جستنيان في عام 528 بمراجعة كاملة للقانون الروماني، بهدف جعله غير مسبوق من الناحية القانونية الرسمية كما كان قبل ثلاثة قرون. تم الانتهاء من المكونات الثلاثة الرئيسية للقانون الروماني - الخلاصة وقانون جستنيان والمعاهد - في عام 534. وربط جستنيان رفاهية الدولة برفاهية الكنيسة واعتبر نفسه حامل أعلى سلطة كنسية أيضًا. كعلماني. وتسمى سياسته أحيانًا "القيصرية البابوية" (اعتماد الكنيسة على الدولة)، على الرغم من أنه هو نفسه لم ير الفرق بين الكنيسة والدولة. لقد أضفى الشرعية على ممارسات الكنيسة والعقيدة الأرثوذكسية، ولا سيما موقف مجمع خلقيدونية، الذي بموجبه يتعايش الإنسان والإله في المسيح، على عكس وجهة نظر المونوفيزيين، الذين اعتقدوا أن المسيح كان كائنًا إلهيًا حصريًا. والنساطرة الذين جادلوا بأن المسيح كان له أقنومان مختلفان - إنساني وإلهي. بعد أن بنى معبد آيا صوفيا في القسطنطينية عام 537، اعتقد جستنيان أنه تفوق على سليمان.